w25 كود الخصم المتاح

جندي السلحفاة

جندي السلحفاة

بائع
مكتبة تنمية
سعر عادي
40.25 SR
سعر البيع
40.25 SR
(شامل ضريبة القيمة المضافة)
يجب أن تكون الكمية 1 أو أكثر

جندي السلحفاة - مليندا نادج أبو نجي

خصصت أبونچي عملها القصصي الجديد “جندي السلحفاة” لتحكي عن بطل – أو بالأحرى بطل ضد – سوف يذكره تاريخ الأدب بوصفه شخصية أدبية لا تُنسى، إن لم يصبح شخصية أدبية خالدة.

تدور أحداث هذه الرواية أيضاً في المكان الذي نشأت فيه مليندا نادي أبونچي في مقاطعة فويفودينا. تعود بداية الأحداث إلى عام 1991 عندما اندلعت الحرب. زولتان كيرتيز، ويطلقون عليه زولي، ابوه نصف غجري وأمه عاملة باليومية – ولد ونشأ في الريف في ظروف فقيرة. يعتبر الناس نموه العقلي متأخراً، ولكنه في الحقيقة شخص شديد الحساسية وغير مندمج في المجتمع. إنه شخص حالم يملك موهبة الخيال ولا تناسبه بيئة القرية بفجاجتها، كما لا يناسبه بيت أهله المليء بالحزن والذي دمره ادمان الكحول والشعور بانعدام الفرص في المستقبل.

أكثر مكان يحب زولي التواجد فيه هو الحديقة، حيث يتحدث مع الأشجار والأزهار، ومع كلبه تانجو. يخترع زولي كلمات متقاطعة يفكك معها الكلمات إلى أجزاء، وهكذا يحاول أن يضفي على العالم الصعب الادراك بالنسبة له شيئاً من التنظيم. يرتبط زولي بصداقة رقيقة مع ابنة العمة هانا التي هاجرت إلى سويسرا والتي نتعرف فيها على الصديقة المقربة للكاتبة. بعد أن مات زولي في شبابه تسافر هانا إلى صربيا وتحاول فهم خلفية موته المحزنة. صوت هانا هو ما يقص الرواية من وجهة نظرها ويعكس في نفس الوقت صوت بطل الحكاية الواعي تماماً بإعاقته واختلافه عن الآخرين، فيحكي عن حياته في لغة شاعرية خاصة به وحده تتلامس في كثير من الأحيان مع السوريالية.

بدأ زولي يعاني من نوبات الصرع بعدما ضربه الخباز ضرباً مبرحاً كاد أن يقضي عليه، وهكذا أصبح غير صالح لأي شيء. وأبواه، لأنهما جاهلان ولا يملكان من أمرهما شيئاً، أرادا أن يصنعا من ابنهما “رجلاً حقيقياً”، فيرغماه على التطوع في الجيش. هناك يحاول أن ينقذ نفسه من مصير مظلم عن طريق استلهامه طريقة السلحفاة في التردد والتراجع. ولكن لأنه شخص نقي ورقيق ومغفل وأحمق، تقضي عليه الآلة العسكرية التي عذبته بما تحويه من تنمر ومهانة. بعد أن لقى صديقة الوحيد يينو مصرعه أثناء أحد التدريبات القاسية ينهار زولي تماماً ويتم تسريحه من الجيش بوصفه مجنوناً لا سبيل لشفائه، ويموت بعد ذلك بفترة قصيرة أثناء احدى نوبات الصرع.

تعرض مليندا أبونچي في روايتها الوجه الآخر للعنف وبنائه الداخلي، هذا العنف الذي يؤدي عمله المدمر على جبهات الحرب، إلا إنها توضح أيضاً منهج كل الحروب، وطريقة عمل الروتين المتبلد الحس الذي يستند عليه التسلط والخنوع، الأوامر والطاعة، وتشرح كيف إن كل ذلك يمكن أن ينتج في المقابل وبدون قصد عنادا ذا لغة مبتكرة وخيالاً مقاوماً. صحيح إن هذا الثائر الذي يحمل روح الأطفال ينتهي نهاية مأساوية، إلا إن مليندا أبونچي – الكاتبة والفنانة الموسيقية – استطاعت أن تمنحه صوتاً وأن تُكسبه لغة موسيقية مؤلفة خصيصاً من أجله (إنه تحدي جميل للمترجمين) وبهذا استطاعت الكاتبة أن تقيم نصباً تذكارياً يخلد كل المندمجين والمنعزلين اجتماعياً في هذا العالم. وفي نفس الوقت تعتبر هذه القصة المؤثرة أثراً باقياً يشهد على بلد تداعى ووطن ضاع.

 للمزيد من إصدارات الدار

السلحفاه ، ابونجي