تبدو الرواية، في مقاطع كثيرة، نوعًا من التوثيق لراهن سياسي واقتصادي تعيشه شخصيات الرواية، دون رغبة فعلية في مجاراته أو التعايش معه. ثمة مشاعر خبيئة - غير مرغوبٍ فيها تعتور البناء النفسي للإنسان الممزق بين وطنين هما، في حقيقة الأمر، ينتميان إلى جذور تاريخية واحدة - تظهر بين الحين والآخر وتشكل، كذلك، ملامح العلاقة بين أبناء الكوريتين الجنوبية والشمالية. من الصعب، بطبيعة الحال، قراءة هذه الرواية، بمعزل عن الظروف التاريخية التي كُتِبَت في سياقها، أو بمعزل عن الكاتب نفسه الذي تعلن سيرته الذاتية عن الكثير من نقاط التماس بينه وبين روايته. لكن الأهم هنا ليس الظرف التاريخي، وإنما المُنْتَج الإنساني الذي قذف به هذا الظرف التاريخي إلى السطح.
طاهر البربري