لعلّ من أهم معضلات هذا العصر، ما يكنّه المربّون للتربية الحديثة، من تطلعات مستقبلية، يستشفّ فيها أولادنا مصيرهم المجهول. هذا الكتاب، ليس يدّعي وضع الحلول الجذرية، ولا معالجة تلك المعضلات المستعصية، إنّ هو إلاّ "المدخل" إلى علوم التربية وفنونها، والعرض الموضوعي لما تعترض التنشئة من عقبات. من هنا، لم تجئ معالجته مجرد علم ونقصٍّ، بل استحالت فناً يرى في تربية النشء أكثر من أسلوب، وأكبر من مهنة وإحتراف. وغاستون ميالاريه، واحد من الخبراء في هذا المضمار، مشرفاً ومربّياً ومؤلفاً، وواعياً هموم التلامذة على مقاعدهم، والمربّين على منابرهم، وقد أرسل مقدمة خاصة بالطبيعة العربية بناء على طلب الناشر. بهذا الكتاب، تقدّم "منشورات عويدات"، إلى كل مربٍّ، طريقاً جديدة إلى إستشراف الوسائل الفضلى، وإلى كل تلميذ، خير سبيل إلى بلوغ القمة المرتجاة. مدخل، وحسب؟ لا نظن، فربّ في مدخل إلى عالم، صورة هذا العالم في أدقّ تفاصيله.
التربيه ، غاستون