يقترح المساهمون في هذا الكتاب دراسةَ الطقوس، وهي أفعالٌ وحركات وهيئات وأقوال مكرّرة خاضعة لقواعد ومعايير وقيم تؤدَّى في أطرٍ مكانيّة وزمانيّة، وتوظّف أشياء دالّة. ولقد اهتمّ المؤلّفون بالطقوس الدينيّة والدنيويّة. وتُعدُّ الطقوس الدينيّة ممارساتٍ تعبّر عن المعتقدات، وتنظّم العلاقة بالمقدّس فتُجلي تجربته. أمّا الطقوس الدنيويّة فمنها طقوس عبور، ومنها رسوم سياسيّة، ومنها طقوس يوميّة تتكوّن من السلوكات العاديّة المكرّرة، التي تثقّف الطبيعة، وتساهم في مسار الأنسنة، وتنتج المجتمع وتبنيه، محققةً التواصل، ميسّرة التفاعل، حادّةً من الصراعات والأزمات المهدّدة للنظام الاجتماعيّ. ولا تكون الطقوس الدنيويّة خاليةً من توظيف الرموز الدينيّة ومن الأبعاد السحريّة والميثيّة والمتخَيَّلة، ولا تخلو الممارسات الدينيّة من الأبعاد الاجتماعيّة. ولقد ظفر الباحثون بنصوصٍ عربيّة وبظواهر واقعيّة سمحت لهم بدراسة طقوس الحياة وطقوس الموت، بما هو رتيب وبما يخرق رتابة الأيّام العاديّة، وقد وظّفوا ما حصّلوه من العلوم الإنسانية والاجتماعية لفهم السلوكات وقواعدها، والمعايير الضابطة لها، والقيم المحدّدة لها، والمعتقدات المؤثّرة فيها، والمصالح الاجتماعيّة والسياسيّة المرتبطة بها. يساهم هذا الكتاب في دراسة بعض الطقوس العربيّة والإسلاميّة بوصفها أشكالاً رمزيّة، ويقترح مقدّمة نظريّة تيسّر مقاربة النصوص العربيّة في الموضوع وتجدّدها. قرأءة المزيد