يعد المفكر المسلم، الغزالي (ت. 1111م)، أحد أكثر علماء الكلام والفلسفة تأثيرًا في تاريخ الإسلام، وهو مرجعية للتقاليد الفلسفية الغربية والإسلامية. والكتاب الذي بين أيدينا هو دراسة شاملة عن حياة الغزالي وعن نظريته الكونية؛ عن كيفية خلق الله الموجودات والأحداث في هذا العالم؛ عن أفعال الإنسان وعلاقتها بشمولية قدرة الله؛ عن كيفية انتظام الكون في بنيته. ويقدم فرانك غريفل مراجعة نقدية جادة لوجهات النظر التقليدية المتعلقة بالغزالي، موضحًا أن أهم إنجازات الغزالي هو تأسيس علم كلام عقلاني جديد عمد من خلاله إلى تطويع وجهات النظر الأرسطية لمفكرين، مثل ابن سينا، كي تتوائم مع التيارات الفكرية الراسخة داخل الخطاب الكلامي الإسلامي. ويبرهن غريفل على أن الغزالي قد قصد وَضْع نظرية كونية جديدة تضمن أُطرها متابعة السعي في طلب العلوم الطبيعية، وتضع الأساس الذي عليه ستزدهر العلوم الإسلامية والفلسفة في القرن الثاني عشر الميلادي والقرون التالية.