شنت الولايات المتحدة الأمريكية حرباً على العراق عام ٢٠٠٣ بدعوى أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، ثم تبين للعالم عدم صحة هذه الدعوى، وقال الناس: لقد كذبت الإدارة الأمريكية.
كانت نظرية المعرفة (الإبستمولوجيا) التقليدية تنسب المعرفة إلى الذات العارفة الفردية، وتركز على الفاعلين الأفراد وحالاتهم الاعتقادية، مثل “يعتقد زيد بقضية معينة”. أما أن ننسب الحالات المعرفية إلى الجماعات، مثل “كذبت الإدارة الأمريكية”، فهذا تحول في الإبستمولوجيا إلى الفاعل الجماعي.
إبستمولوجيا الجماعات حقل فرعي حديث من الإبستمولوجيا الاجتماعية، ظهر بصورة واضحة مع مطلع القرن الحادي والعشرين، فعقدت له المؤتمرات وكرت له الأعداد في المجلات الأكاديمية. يعني ببحث الخصائص والمفاهيم المعرفية للجماعات، ويمتاز بأهمية بالغة على المستويين النظري والعملي على حد سواء، فهو يمكن من فهم ماهية الجماعة وملامحها المعرفية، وأفعالها – كالتقرير والكذب، ثم ما إذا كانت مسؤولية تلك الأفعال تقع -قانونية وأخلاقياً- عليها بصفتها كائنا واحدا، أم على أعضائها الأفراد، أم على الطرفين معا. ثم بيان تلك العلاقة الدقيقة التي تربط الجماعات بمتحدثيها الرسميين، حين تمنحهم سلطة التحدث والفعل باسمها. تقدم جينيفر لاكي في هذا الكتاب الثري – أستاذة الفلسفة في جامعة نورث وسترن- خلاصة أعوام قضتها بحثاً عن أسئلة ظلت غائبة إلى حد كبير عن الدراسات الإبستمولوجية السابقة، وبذلك فإن هذا الكتاب يضع حجر الأساس في نطاق واسع من الموضوعات، ويشق الطريق لمزيد من التنقيب والنظر.
جينيفر لاكي: أستاذة الفلسفة بجامعة نورث وسترن ومن أبرز الفلاسفة المختصين في الإبستمولوجيا الاجتماعية عالمياً، تشغل رئاسة التحرير بمجلة Episteme الرائدة والتحرير بمجلة Philosophical Studies المُحكّمتَين، حازَت عام 2015 على جائزة Dr. Martin R. Lebowitz and Eve Lewellis Lebowitz الفلسفية. نشرَت عشرات الأوراق البحثيّة وحرّرَت عدة كتب ومن مؤلفاتها كتاب «التعلم من الكلمات: الشهادة بوصفها مصدراً للمعرفة» عن دار جامعة أكسفورد (2008).