الشرق والغرب - رينيه جينو
إنَّ التقارب بين الشرق والغرب مَغنَم للغرب. وإذا كان الشرق سيفيد شيئًا. فليس من جنس الفائدة التي سيجنيها الغربيون. وليس يعدلها في الأهمية، فليس ثمة إذَن ما يبرر التنازل عن أيٍّ من الأمور الجوهرية. فضلًا عن أن شيئَا لا يمك أن يعلو على حقوق الحقيقة، وليس إظهار الغرب على نقائصه وأخطائه وأوجه قصوره من باب المعاداة له. بل العكس من ذلك: إذن إن هذه هي الطريقة الوحيدة لمداواة الألم الذي يعاني منه. والذي يمكن أن ينتهي به إلى الموت إذا لم يتعافَ قبل فوات الأوان. ولقد نعلم يقينًا أن هذا العمل عسير. وأنه لا يخلو من المنغصات.
ولكن لا بأس إذا كنّا نؤمن بضرورته، وإنَّ أرجى ما نرجوه أن يفهم بعض الناس أنه ضروري حقًّا. فإذا تحقق ذلك. فلا يمكن لمن فهم أن يتوقف عند حد الفهم لا يجاوزه. كما أن من عرف بعض الحقائق لم يمكنه أن يتغافل عنها، ولا أن ينكر ما تستتبعه من نتائج.