تستعيد رواية الوردة الزرقاء رموز الرومانسيــة من الذاكرة والتاريخ، وتمنحها وجودًا يضئ حلم الإنسان وينسج من توقه السرمدي إلى المعرفة والحب فضـاء رحبًا تتجسد فيه بحرفية روائية عالمية مغامرة شخصيات تواجه أقدارها في عالم تحكمه التناقضات بين سمو المثل العليا وقسوة الواقع، تتحول الوردة الزرقاء من رمز يبتكره بطل الرواية الشاعر الرومانسي والفيلسوف الألماني نوفاليس للتعبير عن تجربته في السعى إلى الجمال المطلق إلى دلالة تلتقي عندها حيوات ومصائر شخصيات الرواية. تتجاوز هذه الشخصيات مرجعياتها التاريخية والجغرافية لتكون ذوات قادرة على تخطي حدود الزمان والمكان لتلامس بحرارة وشفافية هموم الإنسان المعاصر.
الوردة الزقاء حلم الإنسان الذي لا يتحقق. أشواقه التي لا تجد ضفافًا ترسو عندها. والجمال الغامض الذي لا يمكن إداركه. إنها في هذه الرواية حكاية البطل التي لا تكتمل وتبقى رغم تراجيديا النهايات المغلقة على موت جيل كامل من الشباب مفتوحة كحلم الإنسان في كل زمان ومكان على مغامرة البحث عن معنى لحياته. إنها المغامرة التي تأخذنا إليها هذه الرواية في سرد متقن يجمع بين توظيف الرموز والوثائق التارخية من جهة، وثراء المخيلة وحريتها في رسم عوالم تنبض بالحياة من جهة أخرى. مما جعلها تحتل مكانًا مرموقًا في الأدب العالمي المعاصر.