من النصوص ...... ها نحنُ للمرِة الألف وحدنا والشيطانُ لم يأتِ بعد.. وحدنا نلتمسُ لغيابهِ عذراً ونقول: لعلَّ أمراً ما جللاً أخّره، أو لعلها أزمةُ السير الخانقة، أو حظرَ تجِوال فرضه رجال الأمن خوفاً من الحرية منعه.. ها الخانقة، وكلُّ العالم ثالثنا، وصقيعُ المدينة يسكنُ على بابِنا كأنه أحد جيراننا، والمدفأة الوحيدة في غرفة الجلوس لا تُؤنس وحشتنا ولا تدفئ برد يدينا المتباعدتين، ولا تبدد غيومَ نعاسنا.. وحدنا، اثنانِ ينتظران شيطتانهما الذي تأخر دونَ عذرٍ، ووحدنا لم يزرنا أحد، ولا أحدٌ يقفُ قربنا على النافذة لنراقبَ حبات المطر من خلف الزجاج.. ولا أحد، يسخرُ من ضَجري وضجركِ، قلقي وقلقكِ، أرقي وأرقكِ.. وحدنا بكل هذا الهدوء القاتل، بهذا الجو البارد والشيطان لم يأتِ بعد ولم يرسل برقيةً اعتذار أو حتى رسالةً نصية على الهاتف.
بالنسبه لي