بدا لمارينا وقد أصبحت في الأمازون الآن أن ثمة أسباباً لا حصر لها يمكن أن تقتل المرء دون تحديد الملام، عدا ربما ذلك اللوم الملقى على السيد فوكس. «لم يخطر لي قط أنه خطؤها». شعرت باربارا بارتياح عظيم لهذا الكلام. «إنني في منتهى السعادة!» قالت. «عندما تفهمين آنيك ستعرفين مدى فرادتها. كنت أفكر لعلك بعيدةٌ عنها منذ فترة، أو لعلك نسيت»، قالت، يبدو أنها تعرف أموراً لم تكن قادرة هي على معرفتها. «إنها شكل من أشكال قوة الطبيعة. عملها مثير، لكنه في الواقع يكاد يكون بعيداً عن الهدف. إنها مذهلة، شخصيتها نفسها، ألا تظنّين هذا؟ حاولت أن أتخيل أن يكون للمرء أم تشبهها، أو جدة، امرأةٌ لا يعرف الخوف طريقاً إلى قلبها، شخصٌ يرى الحياة بلا حدود». استطاعت مارينا أن تتذكر ذلك الشعور بالضبط. فكرةٌ عابرة بسرعة ومدفونة عميقاً لدرجة أنها بالكاد أفلحت في استدعائها من جديد: ماذا لو كانت الدكتورة سوينسون والدتي؟ وضعت في بالها الاتصال بوالدتها قبل خلودها إلى النوم هذا المساء، حتى لو كان الوقت متأخراً. «وما علاقة هذا بالسيد فوكس؟». «إنه يزعجها»، قال جاكي، كأنه قد صحا فجأةً فوجد نفسه في المطعم، وسط الحديث. شخصت عيناه الزرقاوان من خلال أطراف غرة شعره الطويلة للغاية. «أرسل لها يسألها عما تقوم به. كان يتصل بها باستمرار». «وبعدها تخلصت من الهاتف»، قالت باربارا. «حدث هذا قبل مجيئنا إلى هنا بسنوات». رفعت مارينا شريحة الأناناس عن طرف كأسها، غمستها بالمشروب ثم تناولتها. «هل يعتبر هذا حقّاً تدخلاً كبيراً؟ إذ إنها تعمل تحت إمرته في النهاية. وهو الذي يدفع المال مقابل كلّ شيء، مقابل بحوثها، وشقتها وهذا العشاء. أوَليس من حقّه الاطلاع على سيرورة الأمور؟».