يقدم هذا الكتاب القصير نظرية في الشعر عبر توصيفه لمسألة التأثرّ الشعري، أو لحكاية العلاقات الشعريّة المتداخلة بين الشعراء، أحد أهداف هذه النظرية تصحيحيّ: وهو إزاحة الغشاوة عن التأويلات المكرّسة فيما يتعلّق بكيفية مساهمة كاتب بتشكيل كاتب آخر، الهدف الثاني، تصحيحيّ أيضاً، وهو محاولة التنظير لشعريّة قادرة على إنتاج نقد عمليّ أكثر دقة. التاريخ الشعريّ، من منظور هذا الكتاب، غير منفصل عن التأثّر الشعريّ، خاصةً إذا عرفنا أنّ الشعراء الأقوياء يصنعون هذا التاريخ عبر تكتّمهم على بعضهم البعض، وذلك سعياً منهم لتهيئة فضاء شعريّ لأنفسهم. وبناء على ما تقدم، جاء الكتاب في مقدمة وستة فصول ألحقت بخاتمة حيث حملت الفصل العناوين التالية: الفصل الأول: "إنحراف شعري"، الفصل الثاني: "تكامل وتضادّ"، الفصل الثالث: "تكرار وقطيعة"، الفصل الرابع: "السموّ المضادّ"، الفصل الخامس: "تطهّر ونرجسية"، الفصل السادس: "عودة الموتى".
هارولد بلوم