كل الوشاة كانوا يُقتلون. وجدت حماتي جثته في كنجالا. أُطلق الرصاص على رأسه. تُركت هذه الجثث في العلن لتخيف الناس. كانت الجثث هنا وهناك، على مرأى من الجميع. لم يجد أحد جثة زوجي، بعض الجثث حُرقت، وبعضها أُخذت بعيدًا. لا أعرف إن كان قد قُتل أم لا، الجثث كانت في كل مكان.
بعد حرب أهلية دامت ربع قرن وخلَّفت قرابة المئة ألف قتيل، يظل هناك آلاف آخرون ضائعين، لا أحد يعرف إن كانوا في السجون أم في المقابر الجماعية مجهولة المواقع.
مينو لي سالجادو، الكاتبة الإنجليزية السريلانكية، تجول عبر مدن وطنها الأصلي بحثًا عن قصص الضائعين وأحبائهم المعذّبين. يُقدّم هذا الكتاب اثنتي عشرة حكاية لاثني عشر شخصًا مفقودًا من كل أطراف الصراع، ويجعل بؤرة تركيزه الإنسان والحياة والمعاناة، لا السياسة ولا الحرب ولا السلطة.
(اثنتا عشرة صرخة من الوطن) رسالة من أقصى العالم، تُخبرنا بأنه وإن تتعدد الأسباب فمعاناتنا واحدة.