ليس ثمة جائزة نوبل للفلسفة، ولكن جائزة نوبل للآداب قد منحت هذه السنة إلى برتراند رسل، وشروط القبول توضح بأن جائزة نوبل قد منحت لبرتراندرسل كمفكر كبير في الإنسانيات أكثر من برتراندرسل الذي مضى عليه جيل الآن كان قد أدى خدمة هامة لتدريس الأهمية التاريخية للمنطق الرياضي، ولجنة نوبل قد منحت هذه الجائزة خصيصاً وهي تعرف عمداً أنها تعطي جائزة في الآداب.
ومن الملائم والمناسب أن يُعترف باللورد رسل بهذا الأسلوب اللطيف لسببين، ففي المكان الأول يمثل آخر تقليد طويل في الفلسفة البريطانية مرَّ به جون ستيورات مل. دافيد هيوم، والأسقف باركلي، إلى توماس هوبي وفرنسيس بيكون... وهنالك معنى آخر يستحق بموجبه برتراندرسل بكفاءة جائزة في الأدب، فقد وقر في أذهان بعض أعضاء اللجنة، على الأقل دون ريب، في أن بموجب ذلك التقليد العظيم كانت الفلسفة جزءاً ومرحلة من الأدب والفلسفة كالأدب، هي شكل من أشكال الحديث، هي حديث يعنى بأوائل الأشياء وأواخرها أو بالتحليل الدقيق بفرضياتنا الأساسية المتعلقة بالمعرفة، وأهداف المعرفة وطبيعة السبب وطبيعة الطبيعة نفسها، وبرتراندرسل كان منطقياً أكثر منه صوفياً ومحللاً أكثر منه شاعراً، ولكن أولئك الذين يتذكرون بحثه الفصيح، الذي مضى عليه جيل كامل "عبادة الرجل الحر"، وأولئك الذين قرأوا عند نشره قبل مضي سنوات ثلاث كتابه "تاريخ الفلسفة العربية" يعرفون بأي خيال عاطف يعالج آراء الفلاسفة الآخرين وبأي تألق في البدهية والحيوية يزين الموضوعات الفلسفية التي يعالجها.
راسل ، رسل