لقَد شَاهدَ إليك رَامسِي الجّواد الأدهَم أول مَرّة حينَ رسَتْ سَفينتُه في مينَاء عَربي صَغير على البَحرِ الأحمَر، وكانَ الأدهَمُ حصاناً ضخماً مَتين العضَل، فائق القوّة، جَميل التقاطيع، قدّ امتَدّ عرفه كَأنّه شعلَة سودَاء، وكانَ قد لفّتَ حول رأسه خرقَة بيضَاء غطَّتْ عيْنَيْه فهُوَ لذلكَ لا يرى، وقد ارتَفَع عالياً في الهوَاء وَهيأ رجليه ليرفسَ منْ يحاول جره إلى السفينة. ولَما سَمعَ إليك رَامسي صهيله وكانَ لا يشبه أي صوت سمعه من قبل – أدرك فجأة أنه ينظر إلى أشد الحيوانات وَحشيَّة. وتحقَّقَ حلمُه فإذَا هُوَ قَد ألف الأدهَم وإذا الأدهَم قد ألفه وَقامَ بدورٍ مُهم في حياتِه وَصَاحبه في رحلاتِه الطويَلة ومغامَراته في أمريكا. إنَّ الأطفالَ عَلَى إختلاف أعمرهم سَتسرهُم قراءة (الجَواد الأدهَم) لأن كُلاً منهم قد يكونُ إليكَ رَامسي: أنموذج الولَد الأمريكي المملوء مرحاً وحيويّة وشجاعة.