رائحة البارود نحو احتلال الجنوب المغربي - النقيب كورني
تعتبر هذه اليوميات نموذجاً للكتابات الكولونيالية التي تقدم للقارئ ملامح الإحتلال الفرنسي للجنوب المغربي , وهي إلى جانب ما قدمته من معلومات عن المكان المغربي والحياة اليومية للمغاربة والمستعمرين معا ولطبيعة العلاقة الصراعية بين الطرفين وطبيعة مكونات المجتمع المغربي في مسارح الأحداث العسكرية تمكن , بما جاء فيها من معطيات , من إعادة قراءة هذه المدونات الكولونيالية : الإثنوغرافية والانثربولوجية والسوسيولوجية والعسكرية و الديبلوماسية.
يوميات كتبت في ركاب العسكر الفرنسي ممن عبروا مسالك الشاوية ودكالة والرحامنة والحوز وسوس وفاس وأعماق الاطلس وإستوقفتهم الزوايا والحصون والقصور والقصبات والأضرحة , كما استوقفتهم غرائب الطقوس والممارسات والشعائر , وعجائب الطوائف الدينية : (عيساوة , درقاوة , احمادشة , هدّاوة ,كناوة..) في مرحلة حاسمة من تاريخ المغرب الحديث 1912-1913 عمد فيها النقيب كورني إلى تتبع التفاصيل الصغرى والدقيقة لغزو الجنوب المغربي تحت قيادة الجنرال الشهير شارل مانجان , الذي قدّم لهذه اليوميات المهداة له دون أن يخفي إعجابه الشهير بصاحبها.