قُتِل رجلٌ بالرصاص، وهو يركض لِلَّحاق بالحافلة في ساحة بلدة صقلِّيَّة صغيرة. لن يشهد أحدٌ ممَّنْ كان في الساحة على مقتله، وهذا ما سيُشكِّل تحدِّياً كبيراً للنقيب بيلُّودي، والذي سيُحال له التحقيق بالجريمة. لكنْ، سرعان ما ستصطدم تحقيقات النقيب، الجديد في عمله، والذي يسعى لإثبات جدارته، بجدران هائلة من الصمت والمصالح الشخصية. يشكُّ بيلُّودي بالمافيا، وتكبر شكوكه عندما تنعطف الأمور، وتتوالى الجرائم البشعة، ويكتشف أن تحقيقاته كلَّها تحت مراقبة مراقبين من حوله، وعن بُعْد أيضاً. وكلُّهم يتشاركون شيئاً واحداً فقط، وهو مَنْع ظهور الحقيقة. هذه الرواية عن المافيا هي أيضاً عرض دقيق للطريقة التي تحافظ فيها منظَّمة المافيا على نفسها، وهي قصَّة مكتوبة ببراعة، وفعل استنكار شجاع.
من الرواية:
- وهل أنتَ رجلٌ يشعر بالندم؟
- لا أشعر لا بالندم ولا بالخوف. أبداً،
- بعض أصدقائكَ يقولون بأنكَ رجلٌ مؤمنٌ للغاية.
- أرتاد الكنيسة، أتبرّع بالأموال لصالح ملاجئ الأيتام.
- وهل تعتقد بأنّ ذلك يكفي؟
- بالتأكيد يكفي، الكنيسة ضخمة، لأن الجميع يتواجدون داخلها، كلٌّ بطريقته.
- وهل قرأتَ الإنجيل أبداً؟
- أسمعه يُقرَأُ في الكنيسة كلّ يوم أحد.
- وكيف يبدو لكَ؟
- كلمات جميلة، كلّ الكنيسة عبارة عن جمال حقيقي.
- وفق ما أرى، فإنّ الجمال لديكَ لا يتقاطع مع الحقيقة.
- الحقيقة تكمن في عمق البئر، فإذا ما نظرتَ إلى عمق البئر، فإنّكَ سترى الشمس والقمر؛ لكنْ، إذا ما رميتَ نفسكَ في البئر، فلن تجد لا القمر ولا الشمس. هناك ستجد الحقيقة.
شاشا