توقع كبار المفكّرين في القرن التاسع عشر أن تخفت أهمية الدين بالتدرج مع ظهور المجتمع الصناعي. وساد اعتقاد في العلوم الاجتماعية خلال معظم القرن العشرين أن الدين يحتضر، في حين برزت حاجة إلى تجديد النظرية التقليدية في العلمَنَة، لأن الدين لم يختف، ومن المرجح ألا يختفي. لكن على الرغم من ذلك، ينجح مفهوم العلمنة في التقاط جزء أساسي من مسار الأمور. يعمل هذا الكتاب على تطوير نظرية الأمن الوجودي، ويبرهن أن الجموع في المجتمعات الصناعية التقليدية كلها، في الأقل نظريًا، كانت تتحرك صوب توجهات أكثر علمانية، خلال نصف القرن المنصرم، علمًا أن العالم بمجمله يضم الآن أيضًا عددًا أكبر ممن لهم وجهات نظر دينية تقليدية.