أبطال خارقون

أبطال خارقون

بائع
دار صفصافة للنشر والتوزيع
سعر عادي
بيعت كلها
سعر البيع
13.00 SR
تكلفة الشحن ستحسب عند اتمام الدفع
يجب أن تكون الكمية 1 أو أكثر

ابطال خارقون - ديتمار دات

ترجمة - نيرمين الشرقاوي

يُسخر دات أدوات بحثه للوقوف على الانتماء الأدبي والمعرفي لقصص هؤلاء الخارقين، مُبحراً في أصول الفن لدى أرسطو الذي يرى أنه لا يدور في الأساس حول ما هو حقيقي، مروراً بتسميات الخيال العلمي والرعب الخارق للطبيعة والفانتازيا العلمية، والمدرسة «الرومانتيكية» التي تنتسب إليها ماري تشيلي وروايتها «فرانكنشتاين» التي ألفتها عام 1818، ويعدها كثيرون أول نصوص الخيال العلمي، وصولاً إلى تحدي عدم التصديق الذي يغلب عليه السرد لدى الأبطال الخارقين: «إن المقاومة التي يتعين على الخرافة أو الفانتازيا أن تتغلب عليها من أجل أن تصل إلى أهدافها الجمالية ليست مثل مقاومة الأجناس الأخرى التي تُعبر عن ركود الحياة اليومية أو السدة عن التعاطف، وإنما تتمثل في عدم التصديق الشامل في العالم الذي تقدمه الفانتازيا وما تُقر فيه من معطيات».
يقف الكتاب، الذي يقع في 130 صفحة، عند تحوّل هذا الجنس الفني إلى صناعة ثقافية كاملة، تراوحت بين مد وجزر على مدار عصر فضي وذهبي وزئبقي، بما شكله كل عصر من ملامح أعادت صياغة هذا اللون، بما فيها التهديدات التي وصلت حد إيقافها، كما حدث من جدل حول التأثير الذي تُمارسه على شباب الولايات المتحدة، وهو ما ظهر في كتاب «إغواء البراءة» الذي صدر عام 1954 لعالم النفس فريدريك فيرتام الذي تحول إلى هجوم على الكوميكس بشكل عام، حتى وصل الأمر إلى انشغال الكونغرس الأميركي بها، وصولاً إلى ما يصفها المؤلف بـ«الانتصارات المظفرة» التي استطاع الأبطال الخارقون تحقيقها في موطنهم الأصلي في الكوميكس الذي يقول إنهم لن ينسلخوا عنه «بيد أن رحلاتهم إلى مجالات ثقافية أخرى صارت أكثر تواتراً»، على حد تعبيره، سواء كانت تلك الرحلات إلى السينما، كما حدث وتبناهم صناع أفلام جادين مثل كريستوفر نولان وجوس ويدون، عبوراً إلى الأدب، كما في روايات انطلقت من معين القدرات الخارقة التي يبحث فيها أصحابها عن الجدلية بين الواقع والمأمول، كما في روايات «المغامرات المذهلة لكافالير وكلاي» لمايكل شابون، و«حصن الوحدة» لجوناثان ليثيم، مروراً بموسيقى البوب، والفن التشكيلي والتصميم، وذكر المؤلف مثالاً للعرض الضخم «أبطال خارقون... الموضة والفانتازيا» عام 2008، وكان من داعميه المصمم العالمي جورجيو أرماني، وأقيم في متحف المتروبوليتان للفن في نيويورك.
يمر الكتاب على أسماء رواد صناعة هذا اللون، وتحديداً فرانك ميللر وآلان مور اللذين بلغا آفاق الشهرة في الثمانينات؛ ميللر رسام الغرافيك، ومور الذي يقول عنه «حكاء مثير متعدد الجوانب، كان -ولا يزال- يعرف أفضل من معظم من جاء قبله ما يمكن أن يقدمه وسيط الكوميكس».
ويتأمل في منحى آخر مصير هؤلاء الأبطال بعد ما وصفها بشيخوخة موضوعات العصر الذهبي، كما ظهر في إحالة «باتمان» للتقاعد، وشعوره في البداية بالمرارة، ثم لا يلبث أن يعود إلى المعركة بوازع شخصي تجاه مجتمعه. ويشير المؤلف إلى أن ميللر أشرك جمهوره في هذه المشكلة عبر رسومه التي ظهرت بها خطوط متهالكة وهشة، وكأنه يرسل رسالة مفادها أننا «إذا أردنا إنقاذ ماهية البطل الخارق، فلا مناص من اقتحام الطبقات السطحية لهذا الجنس الفني، وعرض ما فيها من شروخ، والاحتفاء بهذه الشروخ، بدلاً من السكوت عنها»، غير أن المؤلف ديتمار دات لا يشعر بقلق حول مصائرهم، ويأمل في أن يحافظوا على جوهرهم، وأن «يكون لديهم القدرة على النمو خارج جدران ذواتهم».